ثمن السيادة ترك الوسادة !!
عمر بن الخطاب .. و سر الخطوط السوداء تحت عينيه !
ابن مسعود .. و صوت دوي النحل بين أضلعه !
أنس بن مالك يقسّم الليل كله .. ولا يكتفى بثلثه ولا بثلثيه !!
عشاق قيام الليل مقال للأستاذ/ عمرو خالد بمجلة المرأة وهذا هو نصه:
انظر إلى سيدنا عمر بن الخطاب الذي كان تحت عينيه خطان أسودان من الدموع .. كان يقوم الليل ويوقظ أهله ويقول : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها* "
قام من الليل يوما فقرأ آية فسقط مغشياً عليه .. أتعلم ما هذه الآية .. !؟
يقول الله عز وجل : " إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع"
قرأها فسقط وظلوا يعودونه شهراً لا يعرفون ما به.
بالله !! يعودونه شهراً بسبب آية تقرأها على الأقل مرة كل شهر ..
معذرة أخى لم تستو القلوب.. إنه عمر بن الخطاب.
وهذا ابن مسعود كانت إذا هدأت العيون يسمع له دوي كدوي النحل وهو يصلى بالليل. حقاً لم تستو القلوب .
عجيب أمركم يا إنس.......
كان أنس بن مالك يقسّم الليل ثلاثاً .. أنس يصلي الثلث الأول ثم يوقظ زوجته فتصلي الثلث الثاني، ثم توقظ الزوجة ابنتها الوحيدة لتقيم الثلث الثالث !! يقولون : فلما توفيت الزوجة قسم الليل بينه وبين ابنته فكان يصلي نصف الليل وتصلي هى النصف الاخر، ثم توفى أنس فحرصت ابنته أن تصلي الليل كله.
مساكين نحن .. أين يبوتنا من هذه البيوت المؤمنة ؟! عجيب حقاً أمركم يا إنس .. اللهم اجعل بيوتنا كهذا البيت المؤمن.
إن قيام الليل له عشاقه .. وفقهم الله لطاعته ولحبه .. نماذج تحيا القلوب بذكرهم .. يقول أحدهم: كابدت قيام الليل سنة واستمتعت به عشرين سنة .. كلمات كانت وليدة حالات مجرّبة .. فهى صادقة خرجت من قلوب مؤمنة .. سنة كاملة جد وتعب ومعاناة .. ولكن فى النهاية : عشرون سنة استمتاع وفرح وسرور.
حقا من جد وجد .. ومن اجتهد ليس كمن رقد .. وكما يقول أحد الصالحين : " واعلم أن ثمن السيادة ترك الوسادة ". قلوب بين يدى خالقها واليك هذا الإحساس المرهف الذى ترجمته كلمات بسيطة عاشت هذه اللحظات ، يقول أحدهم : أنه أتى إلى فراشه يضع يده على الفراش ويمرر يده عليه ويقول : انك ليّن وان فى الجنة ما هو الين منك فيقوم ويصلي حتى أذان الفجر وله الحق فى ذلك .. أن فى الجنة ما هو ألين منك !! فكيف يرضى بما هو دونه !؟
وكان أحدهم يقول : إذا نظر إلى فراشه : طيّر ذكر جهنم نوم العابدين. تشعر بأن هذه الكلمات لم تخرج عفوا انما هى كلمات حية يشعر بها كل من ذاق طعم الحياة فى جوف الليل وسلم قلبة إلى خالقه واعلن البداية .. !!
من هو المحروم ؟؟........
هناك الكثير من المفاهيم التى يفهمها الناس فهما خاطئاً ويوضح لنا ذلك سيدنا الحسن بن علي حينما قال : إذا لم تقدر على قيام الليل وعلى صيام النهار فاعلم انك محروم وقد كثرت ذنوبك هذا هو المعنى الحقيقي لهذه الكلمة "المحروم".محروم أنت يا من لم تستطع القيام. محروم أنت يا من لم تستطع الصيام. محروم انت يا من لم تعرف ربك. دروب كثيرة تؤدى إلى هلاك الإنسان وكلها ناشئة منك نعم منك. فذنوبك كثيرة !!
افلا تصلون إلا الصلوات الخمس !؟ .........
كان للحسن البصرى جارية فباعها لأناس وجاء عليها أول ليل عندهم فقامت وقالت : يا أهل الدار الصلاة الصلاة قوموا صلوا فقالوا : أطلع الفجر !؟ فقالت : افلا تصلون إلا الصلوات الخمسة فقالوا : نعم ، فرجعت لسيدها الأول - الحسن البصري وقالت : يا مولاي، ردني لقد بعتني لقوم لا يصلون إلا الصلوات الخمس. كأننا نقرأ قصة خيالية لا تمت للواقع بصلة لقد أصبح واقعنا مختلفا اختلافاً كبيراً عما كان عليه أسلافنا أمة تقول هذه الكلام !! . ترى لو كانت موجودة بيننا الآن ماذا كانت لتقول !؟
اتقدر على هذا المهر !؟ ........
يقول أحد التابعين : رأيت فى منامي امرأة جميلة قلت لها : من أنت ؟ قالت اخطبني من سيدي، فقلت لها : وما مهرك ؟ قالت : طول القيام . اللهم أعنا على هذا المهر.
فهيا أخي الحبيب استعد للمهر من الآن فهي ليست حورية واحدة إنها حور عين ينتظرن الخطاب. فهل انت من خطابهن !؟
اشتياق إلى الليل !! .....
يقول الفضيل بن عياض : إذا غربت الشمس فرحت بالظلام كي ينام الناس، فاخلو بالله عز وجل. شعور عظيم لا يخرج إلا من قلب رجل عاش هذا الشعور وما أحلاها من لحظات ليخلو كل حبيب بحبيبه. منا من يتعجب .. يقول كيف يحب الظلام ؟ إنه أخي الحبيب اشتياق أهل الليل إلى ليلهم ليناجوا محبوبهم هناك خلوة ومناجاة ووداعاً لهذه الحياة !!
دخل رجل على أحد التابعين وهو يبكى فأشفق عليه وقال : مالك تبكى ؟ اوجع يؤلمك ؟ قال : أشد ، فقال الرجل : نعي إليك بعض أهلك ؟ قال : أشد ، فقال الرجل : افقدت أموالك ؟ قال : أشد فقال الرجل متعجبا : وما أشد من ذلك ؟ قال : نمت البارحة ونسيت أن أقوم الليل !! آه على حالنا نحن .. أننا إذا بكينا بدلاً من الدموع دما كان هينا .. اذرف دموع الندم على أوقات ضيّعت وحرمات قد انتهكت .. وأعلن الحداد فالليل يئن !! لم تقض نهمك ولن تقضيه !! يقول أحد التابعين : منذ أربعين سنة ما حزنت على شيء كحزني على طلوع الفجر . وكيف لا يحزن وهو ليس فى هذا الوجود .. قلبه يسيح فى السماء وبأذان الفجر إعلان أننا ما زلنا فى الأرض نعيش كأهل الأرض ويقول أحدهم : إنى أبدأ الصلاة بالليل يهولني طوله فيطلع على الفجر وما قضيت نهمي من قيام الليل. من اعتكف العشر الأواخر من رمضان شعر بهذا الإحساس، وانظر إليه .. هيأ نفسه للصلاة بوضوء تتساقط معه السيئات، ونصب محرابه بسجادة مفروشة على الأرض، وشرع فى الصلاة وحينما بدأ الاتصال وبداية السعادة سمع المؤذن قائلا الله أكبر فلم يقضى نهمه ولن يقضيه .. هل تستطيع وضع ماء البحر فى كوب !!؟ أشد لذة .. يقول أحد التابعين : أهل قيام الليل فى ليلهم أشد لذة من أهل اللهو فى لهوهم. من ظن أن بحديثه الحلو مع زوجته أن هذه هى اللذة فهو مخطئ، ومن ظن أن المكالمات التليفونية (تشاتنج) وأنها هى اللذة المطلوبة فهو مخطئ ومن ظن أن اللذة فى مشاهدة التلفزيون فقد أخطأ. أن اللذة الحقيقية هى لذة القلب والروح ولن تجد لذتهم إلا فى الليل ومناجاة الحبيب.
الحمد لله .. أنى أرى أثر السعادة عليكم الآن .. أشعر بذلك منكم من يصدقني قلبه ولكن لسانه لا يستطيع أن يبوح بذلك فهو حريص على الخفاء . وانى أسألك الدعاء فى هذه الأوقات الساحرة !! أثر له أثر !! واليك هذا الأثر الذى يعنيك أن شاء الله على القيام .. ولكن أرجوك قبل القراءة أن تغير من حالك كله سواء مكان القراءة أو شكل الجلسة أو تضع الكتاب أمامك للحظات ثم تواصل القراءة وإن كنت تستطيع أن تجدد وضوءك فافعل .. ولا تتعجب فالاثر يحتاج ذلك ...
اوحى الله تبارك وتعالى إلى داود : " يا داود أن لى عباداً أحبهم ويحبوننى وأشتاق إليهم ويشتاقون إلي ، إن قلدتهم يا داود أحببتك" . فقال داود : يا رب ، دلنى عليهم ، فقال سبحانه وتعالى : " يراعى الظلال بالنهار ويحنون إلى الليل كما تحن الطيور إلى اوكارها حتى إذا جهنم الليل وخلى كل حبيب بحبيبه فرشوا إلى وجوههم ونصبوا إلى أقدامه وناجوني بكلامي وتملقوا إلى بأنعامي فهم بين صارخ وباك وبين متأوه وشاك، أتعلم يا داود .. ؟ اعطهم ثلاثة أشياء : الأول : لو كانت السماوات السبع والأراضين السبع فى ميزانهم يوم القيامة لاستقللتها عليهم . والثاني : اقذف من نوري فى وجوههم وقلوبهم. والثالثة : أقبل عليهم بوجهي. افرأيت يا داود من أقبلت عليه بوجهي أيعلم أحد ماذا أريد أن أعطيه؟
أعلم أخي الحبيب أن هذا الأثر لا بد أن يكون له أثر.. فهيا أقرأ من جديد وتذوق الحلاوة المؤقتة، واحرص على الحلاوة الدائمة وقم بالليل..