ونرى في المدة الأخيرة اهتماماً خاصاُ لمستشرقي الغرب بنشر مؤلفات علماء الإسلام الأقدمين فيما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه من كتب القراءة وكتب الرسم وشواذ القراءات وكتب الطبقات ، بل يواصلون سعيهم في ذلك وفي نشر ما للأقدمين من المؤلفات في الحديث والفقه واللغة إلى غير ذلك من المشرقيات . ومسعى أغلبيتهم ينم عن قصدهم لإحياء عهد الصليبيين بطريقة أخرى في الحملات الممتلئة تعصباً وحهلاً نحو النور الوضاء الذي أشرق من القرآن الكريم على هذه الكرة المظلمة حتى استنارت البصائر بذلك النور الوهاج فدخل الناس في دين الله أفواجاً ، فتبدلت الأرض غير الأرض . وغاية هذا الفريق مكشوفة جداً مهما تظاهروا بمظهر البحث العلمي البريء كذبا وزورا وخداعا.
وبتلك الإلمامة اليسيرة في تاريخ القرآن الكريم يظهر أن محاولتهم هذه ما هي إلا محاولة خائبة منكوسة ، وأنهم لو ابتغوا نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء ليأتوا بما له مساس بكتاب الله المنزل على حبيبه المرسل - صلوات الله عليه وعلى سائر الأنبياء - من قرب أوبعد ، لما وجدوا إلى ذلك أدنى سبيل .
ولو كان الأزهر الشريف صرف شطراً من عنايته لنشر أمثال تلك الكتب مباشرة أو اعادة نشرها مع تعليق على ما يجب التعليق عليه لقطع السبل على الماكرين ، وما ذلك على الله بعزيز.
انتهى
___________________
.
نسخه عن (مقالات الكوثري) طـ المكتبة التوفيقية : هاني علي الرضا الجعفري راجيا الدعاء والقبول.
نسخه عن (مقالات الكوثري) طـ المكتبة التوفيقية : هاني علي الرضا الجعفري راجيا الدعاء والقبول.
نسخه عن (مقالات الكوثري) طـ المكتبة التوفيقية : هاني علي الرضا الجعفري راجيا الدعاء والقبول.
نسخه عن (مقالات الكوثري) طـ المكتبة التوفيقية : هاني علي الرضا الجعفري راجيا الدعاء والقبول.