تبا لك ألهذا جمعتنا، يضعون القاذورات فى مساره ، الأطفال يسبونه ويزفونه بالسباب ، ويلقون بالحجارة كل من يسير نحو بيت الأرقم بن أبى الأرقم ، ومن العجيب كل العجب أن رجلا جاء يطلب حقه من عمرو بن هشام ( أبو جهل) فأراد القريشيون المزيد من الإستهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فأرسلوا الرجل إلى الرسول ليأخذ حقه من أبى جهل فذهب الرسول الكريم مع الرجل الكافر ليأخذ حقه من الكافر أبى جهل وطرق الباب ولما فتح له قال الرسول رد لهذا الرجل حقه فقال أيو جهل سمعا وطاعه ز ولما سألوه كيف إستسلمت وأعطيت الرجل طاعة لمحمد فقال عندما نظرت إلى محمد من عبدالله وجدت معه جمل عظيم لو انكرت مال الرجل لألتهمنى .ولو استعرضنا ما جاء على لسان الصحابة وكيف ان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة تعرضوا جميعا لإهانات جمه ورهيبة منذ اللحظة الأولى لما نزلت الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214) وأول ما سمع أبو لهب قال للرسول الكريم تبا لك ألهذا جمعتنا فنزلت سورة المسد (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (1) (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) (2) (سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ) (3) (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (4) (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (5) وقال الشيخ الشعراوى رحمة الله لو أراد أبو لهب هدم الدين كان أعلن إسلامه ولو بالكذب فى الحرم المكى وأمام الكعبة ولكنه لم يفعل ولن يستطيع وليعلم من أراد أن يعلم ان الله حافظا لدينه ومتمما له ولو كره الكافرون ولو كره المشركون ولو كره الحاقدون ولو كره المنافقون ولو لم نعمل لنصرة الدين لأبدلنا الله بقوم غيرنا يحفظون الدين ويدافعون عنه أشد ما يكون . وفى السيرة العطرة الكثير من الحكم والفعال هل رأيت ان الرسول ذهب مع الكافر ليجصل له على حقه الضائع اى سماحة هذه واى فلسفة تلك التى طبقها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم موقف إنسانى لحت بعيد عن الدين إنتماء للحق حيث يكون نصرة الإنسان دون النظر للون ولا للعقيده ولا للدم ولا للقربى ولكن للحق . كلنا قرأ السيرة النبوية أو سمع من هنا أو من هناك مواقف عديده لطلحة بن عبيد الله فى غزوة احد وكيف زاد عن الرسول الكريم غفر الله لك يا طلحة الخير.وكيف موقف المنافق بن أبى سلول لما إنسحب بجيشه ولم يقاتل وكيف ولم يتأثر موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وإستمر فى دعوته وموقف آل ياسر قبل الهجره والرسول يمر عليهم ويقول لهم صبرا آل ياسر موعدكم الجنه ..أى عزيمة واى إنتماء واى حب للنقاء والبعد عن الغرائز الدنيويه وماتشتهيه النفس قال احد الصحابة للرسول أدعو لى فقال الرسول له وماتريد فقال الصحابى أريد أن رفيقك فى الجنة فقال الرسول له ولما لم تطلب من الدنيا قال الصحابى نظرت فإذا الدنيا فانيه وأردت الآخرة فقال له الرسول أعنى على نفسك بكثرة السجود . ها نحن تدور بنا لأيام ونصل للقرن الخامس عشر الهجرى والواحد والعشرين الميلادى ويصنع مجموعه من الناس صورا تذاع عبر القنوات الإعلامية بين الحين والآخر ظنا منهم انهم بمكنهم ان يطفئوا نور الله بأفواههم ولكن هيهات (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة:32)