بسم الله الرحمن الرحيم
*******
فتح مكة ( الفتح الأعظم )
********
قال الله جل علاه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقسما بذاته العلية حين أخرجه سبحانه وتعالى من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)
ولقد حق وعد الله وحان وقته فى علم الله
فأنزل الله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آياته الكريمة
للتبرأ من الفسقة الكافرين والتبرأ من عهود وأمان المشركين
إلا من استثناهم الله فى كتابه ومحكم آياته
فقال الله جل علاه
( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ )
(وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ )
*****
فلا عهد ولا أمان لهم
لا عهد ولا ميثاق لأيهم
**************
فسار عليه الصلاة والسلام هو وأصحابه من المهاجرين والأنصار إلى بيت الله الحرام
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا )
سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين إلى مكة فاتحين
.......
فأمروا الكفار والمشركين
بالنزول على حكم الله
.........
ومنحوهم المهلة والهدنة التى أمر بها الله
....................
فكان البلاغ لهم وإبلاغهم بما أنزله الله :
فقد قال الله جل علاه
( فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ)
*******
فقد أمر الله منحهم مدَّة أربعة أشهر
هم : ومن كان له عهد
دون ذلك فله أن يكمَّلها إلى الأشهر الأربعة
.............
فيسيروا جميعا خلال هذه المدة آمنين
يأتون و يذهبون لا يتعرض لهم أى من المؤمنين
.....
علهم يتذكرون فطرتهم ويعودون إلى عقولهم فيثوبون إلى رشدهم
فيؤمنوا بربهم الذى خلقهم ورزقهم والذى يحييهم ويميتهم
**********
فإذا ما انقضت الأشهر الأربعة
ينفذ حكم الله فيهم
***
إما الإيمان بالله فيكون لهم مالنا وعليهم ماعلينا
(فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)
وإما قتالهم وقتلهم
فيتم محصارتهم في معاقلهم وثغورهم ويتم الترصد لهم فى طرقاتهم وحصونهم وحيث ما كانوا يقاتلون ويقتلون
يقول الله جل علاه
(فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ
وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ )
****
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا )
******
أما الفئة المستثناه من حكم الله فهى :
التى دخلت مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
::
في عهد ولم يخونوا العهد
أومن أبرموا صلحا أوأمانا مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم ينقضوا هذا الصلح والأمان
.......
بشرط ألا يكونوا قد قاموا بمظاهرة أو معاونة أحدا من الكفارأو المشركين على المسلمين
........................
فهنا :
أمرالله جل علاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكمل لهم عهدهم إلى نهاية مدة العهد المبرمة معهم
يقول الله جل علاه
(إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ )
*****
وبانقضاء المدة المحددة من الله سبحانه وتعالى
***********
كان الفتح الأعظم
***********
فقد جلا كل مشرك عن مكة المكرمة
مثلما جلا من قبل كل ضال عن المدينة المنورة
ودخل الناس فى دين الله أفواجا
وأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا
وذلت الرقاب ودانت البلاد وهوت القياصر والملوك والأكاسر
وفتحت البلاد والأقطار
يقول الله جل علاه
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزا )
*********************************************
(إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاًفَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابا )
*****************************************
********************************
فيا أيها المسلمون ويامن وليتم أو توليتم فى الأرض
********************************
إحذروا الكفار والمشركين إحذروا كل أفاك أثيم
إحذروا اليهود والنصارى والصابئين
إحذروهم واحذروا كل من حاد عن دين الله القويم
ولتعوا قول الله جل علاه
) أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُم )
( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء)
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً : حَسَداً )
( وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُم ْ)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)
********************************
إحذروهم وقد قال الله فيهم
(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ )
(وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ )
*******************************
إحذروهم يامؤمنين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ )
( َلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
*********
يقول مالك الملك والملكوت
(َبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )
(َضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ )
(فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ)
(وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً)
********************************
يا أيها المسلمون ويامن وليتم أو توليتم فى الأرض
كونوا أهلا لهذا الإعتبار
كونوا من أولى الأبصار
فقد قال من له الخلق والأمر ومن له الحكم والقهر
(مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ)
(لا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيرا )
(الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
******
فإن لم تعوا قول الله جل علاه
وإن لم تعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن لم تعوا ما كان عليه صحابة نبى الله رضى الله عنهم
***
فاقرأوا ماقال الله فيكم
****
يقول الله جل علاه
****
(وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )
( َلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)
(ًالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعا)
********************
****************************************
الحمد لله رب العالمين
سبحانه وتعالى لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين النذير
بدين الله وبالكتاب المنزل من الله لجميع الأمم والعالمين منذ مبعثه وحتى
يوم الدين
************
***********************
هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ
وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
***********************