قناة تلفزيونية إسلامية أميركية تصادف نجاحا مبكرا

(تلفزيون بريدجز (الجسور) أول قناة إسلامية تفتتح في الولايات المتحدة وتموّل فيها)


من أفضل خان
المراسل الخاص لنشرة واشنطن
واشنطن، 13 آذار/مارس -- لاقت قناة كبل تلفزيونية تبث سلكيا باللغة الإنجليزية إلى مسلمي أميركا نجاحا مبكرا منذ افتتاحها في أواخر العام 2004 الماضي. وتخطط إدارة القناة الإسلامية لإيصال بثها إلى مناطق المدن الرئيسية في الولايات المتحدة.
وتسعى قناة بريدجز (الجسور) التلفزيونية من بث برامجها التي بدأتها في 30 تشرين ثاني/نوفمبر من عام 2004 الماضي ليس إلى مجر اجتذاب ما يتراوح بين خمسة وسبعة ملايين مسلم في أميركا وحسب، بل وإلى اجتذاب الأميركيين العاديين الراغبين في الاطلاع على الإسلام والتعرف على المسلمين في أميركا.
وكانت الهجمات الإرهابية على أميركا في 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 قد سلطت الأضواء واهتمام وسائل الإعلام في الولايات المتحدة على الإسلام والمسلمين. الأمر الذي أدى إلى شعور كثير من المسلمين الأميركيين بالحاجة إلى وسيلة إعلامية ناطقة باللغة الإنجليزية تكون قادرة على إيضاح الثقافة الإسلامية وشرح قيمها لعامة الشعب الأميركي.
وأوضح مؤسس القناة التلفزيونية مزّمّل حسن رسالة قناة الجسور بأنها "مهمة مزدوجة تعبر عن تنوع المسلمين في أميركا وتعمل على بناء جسور الصداقة والتفاهم بين المسلمين الأميركيين والأميركيين بصفة عامة.
وكان مزّمل حسن قد جاء إلى الولايات المتحدة قادما من كراتشي بباكستان في عام 1979 وهو في سن الدراسة الثانوية. وتابع دراسته حتى نال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة روتشستر بولاية نيويورك ثم أصبح مصرفيا ناجحا.
ويؤكد حسن أنه لم يشعر أنه تعرض "شخصيا لأي تمييز أو تفرقة، والواقع أن أميركيين عاديين قد ساعدوني وأيدوني في هذا المشروع."
وكان تلفزيون الجسور قد بدأ على أساس البث أربعا وعشرين ساعة في اليوم عبر شبكة غلوبكاست للأقمار الصناعية وأصبح بعد ذلك بوقت قصير متوفرا على شبكة الإنترنت للمشتركين في موجة البث العريض. وفي كانون أول/ديسمبر أصبح تلفزيون الجسور متوفرا للمشاهدين في كل من ميشيغان وديترويت وتوليدو وأوهايو.
وسيبدأ تلفزيون الجسور البث السلكي بالكبل اعتبارا من 15 آذار/مارس الحالي إلى كل من شيكاغو وبافالو بولاية نيويورك وكولومبوس بولاية أوهايو. ولدى إدارة المحطة خطط لبدء البث إلى ولاية فرجينيا في نيسان/إبريل القادم.
ويقول مديرو القناة إن برامج تلفزيون الجسور ستصبح متوفرة للمشاهدين المشتركين بقنوات الكبل السلكية في المدن الرئيسية نيويورك ولوس أنجلس وواشنطن العاصمة. وهم يتوقعون أن تبث برامج الجسور إلى كندا بحلول نهاية العام الحالي وفي المملكة المتحدة في عام 2006 القادم.
وفي حين لم يكشف مسئولو القناة عن عدد المشتركين أو المشاهدين في الولايات المتحدة قالوا إن عشرة آلاف شخص قد وعدوا بدفع عشرة دولارات على الأقل من كل منهم لتمويل بداية بث القناة وذلك قبل تسجيلها كشبكة تلفزيونية. وصرح المسؤولون أن خمسين ألف مسلم أميركي قد أعربوا عن رغبتهم منذ ذلك الحين في أن يصبحوا مشتركين.
وتعتبر قناة الجسور شبكة فريدة من حيث أنها أول قناة تلفزيونية إسلامية ناطقة باللغة الإنجليزية وولدت فكرتها وتم تمويلها من داخل الولايات المتحدة. وأظهر استطلاع أجرته جامعة كورنل قبل بدء بث قناة الجسور أن 48 بالمائة من المشاهدين المحتملين في المستقبل إما ولدوا في أميركا أو أقاموا فيها 25 سنة على الأقل.
ويؤكد مزّمل حسن أن "قناة تلفزيون الجسور صُنعت كليا في أميركا، وتم جمع كل تمويلها من داخل الولايات المتحدة، ولا شيء من الخارج."
ووصف باكير موكّل أحد المشتركين في استقبال الإرسال التلفزيوني على الموجة العريضة في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا برامج يوم اعتيادي من بث قناة الجسور بأنها تشمل الأخبار والأحداث الآنية والمقابلات والمناقشات والأحاديث من العلماء المسلمين والشخصيات البارزة في الولايات المتحدة والخارج، وبرامج عن التاريخ الإسلامي ودروسا عن الطهو والمآكل في بلدان العالم الإسلامي، كما تعرض أفلاما سينمائية منتجة في العالم الإسلامي، وتقدم دروسا موجهة إلى الشباب والمدارس بشكل خاص عن الإسلام والمواطنة، وأفلام الكرتون للصور المتحركة وكوميديا الأطفال وبرامج فكاهية إسلامية خاصة.
وقال موكّل، وهو أميركي من أصل أفريقي يبلغ خمسين سنة من العمر اعتنق الإسلام، إنه نشأ مع برامج كوميديا المواقف من أمثال "أترك المسألة لبيفر" و "أوزي وهارييت" وتعرض في أول شبابه لمشاهدة البرامج المليئة بالعنف والجنس التي تبث بالكبل السلكي.
وأضاف موكّل أن "كل شيء كان ترفيهيا بقصد إرضاء الغرائز المتدنية والشهوات، ولم تكن هناك فيه قيم معنوية أو دينية." وقال إنه كمسلم أسود يشعر بأن تلفزيون الجسور يشكل حلقة الوصل بينه وبين عائلته وبين قاعدة المجتمع الإسلامي العريضة.
وأوضح موكّل أنه يستطيع الآن أن "يستقبل إرسال الشبكة ويجد أن بإمكانه أن يشعر بالصلة التي تربطه بغيره من المسلمين من الأعراق والأجناس الأخرى والجماعات الإسلامية التي تعيش في الولايات المتحدة وفي الخارج."